وطن الإنسان بقلم د : خالد الظنحاني

وطن الإنسان  بقلم د  : خالد الظنحاني

عاماً بعد عام والوطن يتجذر عميقاً في دمائنا، في أرواحنا ووجداننا، إنه مجدنا الذي أبدعه المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، كأجمل قصيدة كتبت في التاريخ الإنساني الحديث.

إن الإمارات كوطن وأرض ومصير بمثابة الأم الرؤوم التي جمعتنا على حبها، والتفاني في سبيل نهضتها، والذود عنها، والذوبان روحاً وجسداً في كيانها، ذلك أن اتحاد دولتنا الحبيبة جمع أبناء الوطن الواحد على قلب رجل واحد، فصاروا كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، وهذا ما تجسد في قوة إيمان المغفور له الشيخ زايد وبفاعلية الروابط الأصيلة التي تجمع أهالي المنطقة، فقام الاتحاد بناء عليها، وتعزز بذلك مفهوم الولاء والانتماء وحب الوطن بشكل أقوى وأمتن.

كما أن الأسس والمبادئ التي أرسى دعائمها المؤسسون في وجدان شعب الإمارات والمستمدة من روح الشريعة الإسلامية السمحة كالعدالة والحرية والتسامح والأخوة، تجسدت في نفس الإنسان الإماراتي وجرت في جسده مجرى الدم، فأصبح للاتحاد قوة وللوطن نبض وللإنسان حياة وارتقاء، كل ذلك جعل من هذا الوطن أيقونة لكل الحالمين من الدول والمؤسسات والأفراد.

اليوم نحتفي بذكرى عيد الاتحاد الـ 53 للدولة، الحدث التاريخي الأبرز، الذي تأسست فيه دولة الإمارات على ركائز متينة من التلاحم الوطني، وقوة الإرادة التي مكّنت لمسيرة من الإنجازات والإسهامات في شتى ميادين العطاء الإنساني والحضاري، بفضل رؤية قيادة لا تعرف المستحيل، وشعب يعي مسؤولياته في بناء وطنه، والحفاظ على مكتسباته.

وفي هذا اليوم الكبير تحتفي الدولة أولًا وثانياً وثالثاً بالإنسان.. فهو ديدنها ومبدؤها وهدفها منذ عهد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، واستمر كنهج مستدام لقيادتنا الحكيمة وعلى رأسها صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وأخوه صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وأخوهما سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، وإخوانهم أصحاب السموّ أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات.. الذين لم يدّخروا وقتاً وجهداً لتنمية الإنسان وحفظ حقوقه وكرامته، فأصبحت المؤسسات المعنية بهذا الأمر لا تتأخر عن تنفيذ كل ما يخدم الإنسان وحقوقه ومتطلباته.

فالحمد لله على نعمة الدولة والقيادة، فلا يكاد يمرّ يوم على دولة الإمارات إلا وله في تاريخها المعاصر ذكرى حدثٍ مهم، أو مناسبة كريمة، أو إنجاز كبير وكله لخدمة الإنسان.. لذا ندعو شعبنا الوفي لتجديد العهد بالوفاء للقيادة الرشيدة خلال هذه المناسبة العظيمة وهي فرصة لتعزيز الهوية الوطنية في نفوس أبناء الدولة، وتعميق معاني الولاء والانتماء لاتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة، فالاتحاد هو الرهان الأكبر لكل الإمارات والإماراتيين، وعلينا جميعاً المحافظة عليه وتنميته في نفوس الأجيال القادمة.

حفظ الله قائد الوطن وصانع إنجازاته صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وإخوانه أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكّام الإمارات.. وأدام على دولتنا الحبيبة الأمن والاستقرار والتنمية والازدهار. وكل عام وإمارات الخير قيادة وحكومة وشعباً، بخير وسلام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

سيادة المطران عطا الله حنا لوفد مجلس الكنائس العالمي : نطالب الكنائس المسيحية في العالم بضرورة أن يرتفع صوتها عالياً في المطالبة بوقف الحرب .
Uncategorized

سيادة المطران عطا الله حنا لوفد مجلس الكنائس العالمي : نطالب الكنائس المسيحية في العالم بضرورة أن يرتفع صوتها عالياً في المطالبة بوقف الحرب .

إعداد ومتابعة: ربى يوسف شاهين استقبل سيادة المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس أول أمس في كنيسة القيامة في القدس القديمة وفداً من مجلس الكنائس العالمي والذي يزورون الأراضي المقدسة في هذه الأيام . حيث رحب بهم سيادته وقال لهم: بأننا في هذه الأيام نستعد لاستقبال عيد الميلاد المجيد ولكن أرض الميلاد […]

اقرأ المزيد
محاربة الإرهاب في مصر بالأمن وحده لا يكفي  بقلم: الفقير نادى عاطف
Uncategorized

محاربة الإرهاب في مصر بالأمن وحده لا يكفي بقلم: الفقير نادى عاطف

لطالما خاضت الدولة المصرية معركة شرسة ضد التنظيمات الإرهابية التي تسعى لزعزعة استقرار البلاد. ورغم الدور الحاسم الذي تلعبه الجهود الأمنية في التصدي لهذه التنظيمات، إلا أن الحرب ضد الإرهاب لا يمكن أن تقتصر على العمليات الأمنية والعسكرية فقط، بل يجب أن تتجاوز ذلك لتصل إلى جذور الفكر المتطرف الذي يغذي هذه الجماعات. في السنوات […]

اقرأ المزيد
رسالة تضامن وصلاة ورجاء لحلب الحبيبة ليمسَح الربّ عنها كل دَمعة !
Uncategorized

رسالة تضامن وصلاة ورجاء لحلب الحبيبة ليمسَح الربّ عنها كل دَمعة !

“لن يُقفل بابُ مَدينتنا” ! أقولها اليوم كما كتبتُها في الأمس، أن لكُلِّ أبرشيّة ملاكٌ وَاحد، ولحلب مَلاكين، بولس (يازجي) وأفرام (معلولي) يَسهران عليها ! بقلم: المحامي كارول سابا أيضاً وايضاً، كما كتبت في ٤ أيلول ٢٠٢٢، اعود واكرر ما كتبته حينها عندما زار غبطة أبينا البطريرك يوحنا العاشر الحبيب، وقال: لَن يُقفل بابُ مَدينتنا […]

اقرأ المزيد