بقلم: نادي عاطف
في عالم يسوده الصخب المادي والاهتمام بالمظاهر، يبقى الفقراء هم الشريحة الأكثر تضررًا من التحديات الاقتصادية والاجتماعية. ومع ذلك، يظهر بيننا أشخاص يفهمون قيمة العطاء الحقيقي ويؤمنون أن رفاهية المجتمع تبدأ من دعم أضعف حلقاته.
لطالما كانت مساعدة الفقراء جزءًا لا يتجزأ من رسالتي في الحياة. أدرك تمامًا أن الفقر ليس مجرد نقص في المال، بل هو أيضًا غياب الفرص، والتعليم، والأمل. لذا، عندما أفكر في الفقراء، أرى فيهم إمكانيات كبيرة تنتظر من يساعد في إطلاقها.
تبدأ الخطوة الأولى من خلال الاستماع إليهم. لكل فقير قصة وحلم. ربما فقد أحدهم عمله بسبب ظروف خارجة عن إرادته، أو لم يتمكن آخر من إكمال تعليمه لظروف قاسية. هنا يأتي دورنا لنكون داعمين، لا للحكم، بل للمساعدة.
عندما أزور المجتمعات التي تعاني، أتعلم منهم كما أساعدهم. أرى شجاعة الأم التي تعمل لساعات طويلة لإطعام أطفالها، وحماس الشاب الذي يحاول تحسين حياته رغم الصعوبات. هؤلاء هم الأبطال الحقيقيون الذين يستحقون فرصًا متساوية.
إن مساعدة الفقراء لا تتعلق فقط بالمال، بل أيضًا بالمشاركة في بناء مستقبلهم. من خلال دعم التعليم، وتوفير التدريب المهني، وإيجاد فرص عمل، يمكننا تمكينهم ليصبحوا أعضاء فاعلين في المجتمع.
علينا أن نتذكر أن العطاء ليس فقط فعلًا نبيلًا، بل هو واجب إنساني. ومهما كانت مساهماتنا صغيرة، فهي تحدث فرقًا كبيرًا عندما تتجمع مع جهود الآخرين. الفقراء لا يحتاجون شفقة، بل يحتاجون تضامنًا حقيقيًا يغير واقعهم.
العطاء، بالنسبة لي، هو الطريقة التي نعيد بها بناء الروابط الإنسانية في عالم فقد جزءًا كبيرًا من رحمته. لذا، دعونا نبني مجتمعًا يرى في الفقراء جزءًا من الحل، وليس المشكلة..