رسالةٌ شعبيةٌ فلسطينيةٌ إلى قادة العدو وجيشه بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

في ظلال طوفان الأقصى “43”

رسالةٌ شعبيةٌ فلسطينيةٌ إلى قادة العدو وجيشه

بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

بعد مضي أكثر من مائة يومٍ على العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة، الذي قتل فيه وأصاب واعتقل أكثر من مائة ألف فلسطيني، وشطب عائلاتٍ بأكملها، ويَتَّمَ آلاف الأطفال وحرمهم من أمهاتهم وآبائهم، وحرم آلاف الأسر من أطفالهم وأولادهم، وارتكب بحقهم أبشع المجازر وأفظع المذابح وأعتى حروب الإبادة البشرية، ودمر أكثر من 80% من مباني ومساكن القطاع، وقصف البنى التحتية وعطل الخدمات العامة، وحرث الشوارع وقلب الطرق وحرق البساتين والأشجار، وأحال الحياة في القطاع إلى جحيمٍ لا يطاق، بعد أن دمر كل مقومات البقاء وأسس العيش والحياة فيه.

أصبح الفلسطيني الصامد على أرضه، المتمسك بحقه، والثابت على مواقفه، المحتسب تضحياته، والصابر على معاناته، المحتضن للمقاومة والحافظ لها، هو صاحب الكلمة الأولى كما اليد الطولى في قطاع غزة، وربما في المنطقة كلها عموماً، وهو يستطيع بصبره وصموده وثباته وإصراره، أن يفرض على العدو الإسرائيلي شروطه، وأن يملي على حلفائه ما يريد، فله بعد الله سبحانه وتعالى كامل الفضل في احتضان المقاومة ورعايتها، والصبر معها والتضحية في سبيلها، وعدم الشكوى منها أو التذمر بسببها، لتكون باطمئنانها إليه وثقتها فيه، قادرة على الثبات في وجه العدو وصده، وإلحاق الضرر به وإيلامه، والنيل منه وإفشاله.

استناداً إلى ما سبق، فإن الشعب الفلسطيني قادرٌ على توجيه العديد من الرسائل للعدو الإسرائيلي وحلفائه، عله يسمع ويفهم، ويعي ويتدبر، ويحاسب نفسه ويتراجع، رغم غروره وغبائه، وغطرسته وكبريائه، وسفاهة قادته وفساد حكومته، واعتقاده أنه يستطيع من خلال القوة المفرطة، والدعم الأمريكي والغربي اللا محدود، تحقيق الأهداف التي أعلن، وتنفيذ المخططات التي أعدها وجهزها، وفرض البرامج والسياسات التي يظن أنه قد آن أوانها وتهيأت الظروف الدولية والإقليمية لها.

أما رسالته الأولى إلى حكومة العدو وجيشه، أنه باقٍ في أرضه، ثابتٌ في قطاعه، ولن يغادره ولن يرحل منه، ولن يقبل بالعروض ولن تضعفه المغريات، ولن يستجيب للوعود أو يصدق الأماني، فكما لم تخفه الطائرات والغارات، ولم تقتلعه العواصف والأنواء، ولم يفت في عضده القتل والقصف، والدمار والعدوان، فإن العروض الدولية والمخططات المسمومة لن تنطلي عليه، ولن تدفعه للهجرة والرحيل، أو النزوح واللجوء، مهما أمعن العدو في عدوانه، أو فتح الغرب أبوابه وأبدى ترحابه، أو أرسل سفنه وفتح خزائنه.

أما رسالته الثانية المباشرة الصريحة، والحازمة القوية، أنه أودع مقاومته كلمته ونقل إليها وصيته، ألا تفرط في الأسرى والمعتقلين الإسرائيليين، وألا تقبل بأي صيغة تبادلٍ للأسرى مع العدو إلا بقبوله بشروطها، والتي تبدأ بوقف العدوان وإنهاء العمليات الحربية، وتتسع لتشمل كل الملفات الأخرى، كالمباشرة في إعادة الإعمار، ورفع الحصار، والسماح بإدخال المؤن والمساعدات ومختلف المواد والسلع، سواء كانت محروقات أو مواد أولية للمصانع والمعامل، وألا توافق على أي تبادلٍ مجزوءٍ مقابل هدنٍ ملغومة وتسهيلاتٍ مغبونة، وأن تبقى مصرة على موافقها، ومتمسكة بشروطها، وألا تخضع للضغوط أياً كانت، إلا أن تستجيب حكومة العدو لشروطها، وتلبي كل مطالبها لتستعيد أسراها أحياءً، أو تصر وتعاند، وترفض وتعارض فتستلم بعد أداء الثمن ودفع البدل أسراها جثثاً وأشلاءً، وصوراً ووثائق وهوياتٍ وبطاقاتٍ.

وثالث رسائل فلسطينيي قطاع غزة إلى العدو الإسرائيلي، أنك عبثاً تحاول إعادة مستوطنيك إلى بلدات الغلاف ومستوطناتهم، فهم الذين أخرجتهم المقاومة بقوة سلاحها وشدة بأسها، لن يعودوا إليها ولا إلى بيوتهم وأعمالهم إلا بإذن المقاومة وموافقتها، وهي لن تسمح لهم بالعودة إليها أبداً ما لم تتحقق شروط شعبها ويهنأ أهلها، ويتمكنوا من العيش الكريم الآمن الحر على أرضهم، فلا عدوان يشن عليهم، ولا حصار يفرض عليهم، ولا قيود تكبلهم أو شروط تضيق عليهم.

يخطئ العدو الإسرائيلي إذا حاول الاستخفاف بالشعب الفلسطيني وتهوين قدراته، أو ظن أنه يستطيع أن يكسر أو يلوي عنقه، وأنه سيتمكن بالقوة العسكرية والضغوط الدولية والحصار المطبق والتشديد المقعد من تغيير مواقفه وتليين عريكته، وإجباره على القبول بما يعرضه عليهم.

ويخطئ أكثر إن ظن أن رسائل الشعب الفلسطيني التي يبثها ويحاول تعميمها خاوية، وأنها ليست إلا ذراً للرماد في العيون، ومحاولةً يائسة للنجاة، وأنهم غير جادين فيها، وغير متمسكين بها، إلا أن الشعب الفلسطيني الذي قدم ما لا يقوى على احتماله أحد، جادٌ في رسائله، وواثقٌ من قدرته، وهو على يقينٍ من أن العدو سيخسر أكثر إن لم يصغِ إليه ويستجب له، ويقرأ رسائله ويقبل بشروطه، وينتهز الفرصة ويكسب الوقت قبل ضياعها وفوات أوانها.

اجتماعا تنسيقيا للجنة شلل الاطفال في اندية روتاري لبنان استعدادا لاطلاق حملة التلقيح
أخبار لبنان منوعات

اجتماعا تنسيقيا للجنة شلل الاطفال في اندية روتاري لبنان استعدادا لاطلاق حملة التلقيح

عقدت لجنة الروتاري للقضاء على شلل الأطفال في لبنان اجتماعا موسعا عبر تطبيق zoom شارك فيه منسّق اللجنة المحافظ السابق د. ميشال جزار ، المحافظ السابق المهندس جورج عازار ، نائب المحافظ منى كنعان ، معاون محافظ المنطقة الروتارية ٢٤٥٢ الدكتورة سمر صعب ، المنسق الاعلامي للحملة مساعد المحافظ طوني ابونعوم ، مدير المبيعات عن […]

اقرأ المزيد
د. عبدالله النسور عضواً في مجلس أمناء الشبكة العربية للإبداع والابتكار .
منوعات

د. عبدالله النسور عضواً في مجلس أمناء الشبكة العربية للإبداع والابتكار .

أعلنت الشبكة العربية للإبداع والإبتكار عن اختيار دولة الدكتور عبدالله النسور رئيس الوزراء الأردني الأسبق وعضو مجلس الأعيان عضواً في مجلس أمناء الشبكة العربية للإبداع والابتكار نظراً لما يتمتع به من خبرات اكاديمية ودبلوماسية وادارية واسعة، حيث تقلد العديد من المناصب الرسمية العليا في الأردن ومنها • وزير التخطيط في حكومة دولة السيد أحمد عبيدات في […]

اقرأ المزيد
الاحتفاء باليوم العالمي للإنترنت جسـر بلا حدود يوصلنا بالعالم
منوعات

الاحتفاء باليوم العالمي للإنترنت جسـر بلا حدود يوصلنا بالعالم

بقلم د : خالد السلامي 29-10-2024 في يومنا هذا، حيث يحتفل العالم بـ اليوم العالمي للإنترنت، دعونا نتوقف لحظة لتأمل القوة العجيبة التي أصبحت تربط كل أجزاء حياتنا، تجمع بين الشعوب وتختصر الزمان والمكان. ليس الإنترنت مجرد وسيلة تقنية؛ بل هو أداة تحرير تفتح آفاقًا لا حصر لها للمعرفة، التواصل، والإبداع. في عصر يسير بسرعة […]

اقرأ المزيد