نحو التحول إلى بنوك “ميتا”..طلال أبوغزاله

نحو التحول إلى بنوك “ميتا”..طلال أبوغزاله

طلال أبوغزاله

أحدث العصر الرقمي تغييرات عميقة في العالم المصرفي، اذ أصبح العملاء يطالبون بتوفير المزيد من الراحة والخصوصية والأمان من قبل مزودي الخدمات المالية. وقد استجابت البنوك لهذا التحدي من خلال تقديم المزيد من التسهيلات الرقمية، وتبسيط تعاملاتها، وإطلاق بنوك رقمية، وتأسيس أنظمة لتكوين الشراكات. ولكن يظل التحول الرقمي للخدمات المصرفية عملية مستمرة لم تنته بعد. كذلك نشهد ظاهرة جديدة ستعيد تشكيل الطريقة التي يتفاعل بها الناس ويعملون ويلعبون ويستهلكون من خلال الميتافيرس.

الميتافيرس هو عبارة عن شبكة واسعة النطاق وقابلة للتشغيل البيني مكونة من عوالم افتراضية ثلاثية الأبعاد يتم تقديمها في الوقت الفعلي ويمكن تجربتها مباشرة وفي نفس الوقت من قبل عدد غير محدود من المستخدمين. ولا يقتصر الميتافيرس على منصة واحدة أو تطبيق واحد، إذ أنه مجموعة من المساحات الافتراضية المترابطة التي تغطي مجالات مختلفة، مثل الألعاب والوسائط الاجتماعية والترفيه والتعليم والتجارة وغير ذلك. وتقدر قيمتها بتريليونات الدولارات في المستقبل القريب.

وسيكون للميتافيرس آثار كبيرة على القطاع المصرفي ودور البنوك، حيث ستكون المعاملات والعمليات المالية الأخرى عنصرًا حاسمًا في تفاعلات الميتافيرس. وسيحتاج المستخدمون إلى القيام بعمليات تبادل عبر عوالم افتراضية مختلفة، باستخدام أشكال مختلفة من العملات والأصول الرقمية. كما ستحتاج البنوك إلى توفير حلول دفع سلسة وآمنة يمكنها دعم عملات ومنصات متعددة. علاوة على ذلك، ستحتاج البنوك إلى تقديم منتجات وخدمات جديدة تلبي الاحتياجات والتفضيلات المحددة لمستخدمي الميتافيرس، مثل التحقق من الهوية وحماية البيانات وإدارة الثروات والإقراض والتأمين وغير ذلك.

يجب ألا تكون البنوك سلبية أو مقاومة لهذا التغيير، بل يجب أن تتبناه كفرصة للوصول إلى عملاء جدد، ولتوفير عروض قيمة جديدة، وتوليد تدفقات جديدة للإيرادات. للقيام بذلك، يجب على البنوك اتباع خطة لتصبح “بنوك ميتا” من أجل خدمة الاقتصاد الحقيقي بالإضافة إلى الاقتصاد الرقمي المتنامي.

ويجب أن تساعد هذه البنوك العملاء على الانتقال من الاقتصاد التقليدي إلى الاقتصاد الافتراضي من خلال تسهيل تحويل الأموال الورقية إلى عملات وأصول رقمية، والعكس صحيح. ويجب على بنوك ميتا أيضًا توفير التعليم والتوجيه حول كيفية استخدام وإدارة العملات والأصول الرقمية في الميتافيرس.

كذلك يجب أن تنشئ بنوك ميتا تواجدها الخاص في الميتافيرس من خلال الشراكة مع المنصات الحالية التي يمكنها استضافة فروعها الافتراضية. عليها أن تقدم تجربة عملاء سلسة وغامرة تستفيد من قدرات الميتافيرس ومن الذكاء الاصطناعي وتحليلات البيانات الضخمة لتوفير خدمات مخصصة للعملاء في الميتافيرس.

يجب عليها أيضًا ألا تقتصر على تكرار منتجاتها وخدماتها الحالية أو تكييفها في الميتافيرس، بل عليها استكشاف الاحتمالات والفرص الجديدة التي يوفرها الميتافيرس. يجب أن تجرب بنوك ميتا نماذج الأعمال الجديدة ومصادر الإيرادات التي يتم تمكينها بواسطة الميتافيرس، مثل إنشاء الأصول الرقمية أو الاستثمار فيها، ورعاية الأحداث الافتراضية أو استضافتها، وتقديم ميزات مصرفية أو خدمات مصرفية اجتماعية، وغير ذلك.

إن الميتافيرس ليس سيناريو بعيدًا أو افتراضيًا، ولكنه حقيقة تتشكل بالفعل. يجب على البنوك التي ترغب في أن تظل ذات صلة وتنافسية في العصر الرقمي أن تبدأ في الاستعداد لهذا التغيير الآن، من خلال تحولها لبنوك ميتا يمكنها خدمة عملائها مع تطور احتياجاتهم في عالم رقمي متنامٍ.

قمة “غلاديتور” بنسختها الثانية تسلط الضوء على الابتكار والذكاء الاصطناعي والقيادة الجريئة لرواد الأعمال في الإمارات
تكنولوجيا واقتصاد

قمة “غلاديتور” بنسختها الثانية تسلط الضوء على الابتكار والذكاء الاصطناعي والقيادة الجريئة لرواد الأعمال في الإمارات

دبي، الإمارات العربية المتحدة: كشفت النسخة الثانية من قمة “غلاديتور 2024″، عن أسرار “عقلية غلاديتور”، التي تدعو إلى إعادة التفكير في مسارات النجاح والغاية. وركزت القمة على إعادة تشكيل التصورات التقليدية، تبني طرق مبتكرة للتعلم، استغلال الطاقة بفعالية، والاستفادة من الإمكانات التحويلية للذكاء الاصطناعي، مع التحلي بالجرأة للخروج عن المألوف. استقطبت القمة أكثر من 2000 […]

اقرأ المزيد
ناسداك دبي تحتفل بإدراج سندين من وزارة المالية الصينية بقيمة 2 مليار دولار أمريكي
تكنولوجيا واقتصاد

ناسداك دبي تحتفل بإدراج سندين من وزارة المالية الصينية بقيمة 2 مليار دولار أمريكي

احتفلت ناسداك دبي اليوم بإدراج سندين بقيمة 2 مليار دولار أمريكي من وزارة المالية في جمهورية الصين الشعبية، حيث يعد هذا الإصدار أول إدراج لسندات سيادية صينية في منطقة الشرق الأوسط، مما يعزز مكانة ناسداك دبي كبورصة عالمية رائدة للإصدارات الدولية. تُعد هذه السندات الصينية والمكونة من سند بقيمة 1.25 مليار دولار لمدة 3 سنوات، والثاني بقيمة 0.75 مليار دولار لمدة 5 سنوات، […]

اقرأ المزيد
بقلم وزير المالية الاردني الأسبق د محمد ابو حمور….. البنك المركزي الأردني…نتائج إيجابية ومبادرات ريادية
تكنولوجيا واقتصاد

بقلم وزير المالية الاردني الأسبق د محمد ابو حمور….. البنك المركزي الأردني…نتائج إيجابية ومبادرات ريادية

التحديات والمصاعب التي شهدتها منطقتنا خلال السنوات الأخيرة ألقت بظلالها على مختلف القطاعات الاقتصادية، الا أنها في نفس الوقت أبرزت قدرة المؤسسات الوطنية ليس على تحدي هذه المصاعب فحسب بل ايضاً تحقيق إنجازات لافتة شكلت قواعد متينة للمضي قدماً في تحسين الأداء الاقتصادي واستمرار مواكبته لمختلف التطورات المحلية منها والعالمية. ومن بين هذه المؤسسات برز […]

اقرأ المزيد