سيطلق المركز الدولي للعدالة الانتقالية ولجنة أهالي المخطوفين والمفقودين في لبنان “طواحين الهوى”، وهو كتابٌ جديد يتضمن قصصًا قصيرة من تأليف 15 سيّدة من أهالي المفقودين والمخفيين قسراً في لبنان. ينظَّم حفل الإطلاق والتوقيع في 1 حزيران/ يونيو في دار الوردية في الحمرا، بيروت. للمزيد حول الحفل يمكن زيارة هذه الصفحة.
“طواحين الهوى” ليس كأي كتاب آخر. فمؤلفّاته سيّدات من أهالي المفقودين والمخفيين قسرًا خلال الحرب اللبنانية بين العامَيْن 1975 و1990. وتعبّرُ وداد حلواني، رئيسة لجنة أهالي المخطوفين والمفقودين وإحدى المؤلّفات عن ذلك قائلةً “ها هنَّ قد ملأنَ بياضَ الورق بحبر القلوب ودمع الحب والاشتياق. أملنا أن تساهم هذه الحكايات النابعة من القلوب في التخفيف من حرقتها وثقل ما فيها.”
نظّم المركز الدولي للعدالة الانتقالية، خلال السنة الماضية، سلسلة من ورش العمل حول الكتابة الإبداعية للسيدات الخمس عشرة بقيادة الكاتبة اللبنانية فاطمة شرف الدين. وعن هذه التّجربة، تقولُ شرف الدّين “آلام وآمال وسنوات نضال ستظهر في القصص. بالكتابة، ستُستحضر أحداث ومشاعر من الذاكرة غير الشفهيّة لتصبح كلمات مكتوبةً وقصصاً موثّقةً.”
لم تتوقّف هؤلاء السيدات، طوالَ عقودٍ من الزّمن، عن البحث عن أحبائهنّ، ولم يضيّعن أي فرصة للمطالبة بمعرفة الحقيقة وتحقيق العدالة. وجاءَ ذلكَ هذه المرة، من خلال “طواحين الهوى”، حيثُ استعملن الكتابة لسرد قصصهنّ وللتعبير عن مشاعر الألم والحب وبالأخصّ الأمل.
“كتابٌ نحن فيه، نحن المصدّقون أنَ الحياة للجميع، المتمسّكون بمن غاب ظلماً وبمن هو حاضر في آن. كتاب يقول أنّ القهر قاهر الكل. أمّا اللين فعيشٌ ممكن،” هذه كلمات الفنانة أميمة الخليل التي ستقدم تحية غنائية خلال حفل التوقيع في 1 حزيران/ يونيو.
“في هذه الصفحات، ليست النساء مجرّد أرقام تُحصى، واقتباسات تدعم استنتاجات،” تقول نور البجاني مديرة برنامج لبنان في المركز الدولي للعدالة الانتقالية. “هنا، الصوت صوت النساء، والحكاية حكايتهنّ. هنا، يكتبن بأقلامهنّ مشاهد عمت عنها أعيننا. يروين أحداثاً أردن أن يُسمعننا إيّاها. ينفخن في القضية روحاً ترافقنا. يرسمن لها وجها يلازمنا.”
الفنانة اللبنانية تانيا رضوان صمّمت الكتاب وعكست القصص برسومات مميّزة. ودار نلسن قام بتوزيعه. وقد أمكنَ تحقيق هذا المشروع بفضلِ الدّعم السّخي من وزارة الشؤون الخارجية لمملكة هولندا.
“طواحين الهوى” سيكون متوفّراً في الأسواق بالعربية والإنكليزية والفرنسية، ابتداءً من 1 حزيران/ يونيو.
يعود مردود هذا الكتاب لدعم لجنة أهالي المخطوفين والمفقودين لدعم نضالها المستمر منذ عقود لكشف الحقيقة والحفاظ على الذاكرة وتحقيق العدالة.
