د. ليون سيوفي
باحث وكاتب سياسي
أستغرب كثرة التحاليل باستغناء إيران عن حزب الله، لمجرد أنّ إسرائيل قد قتلت الكثيرين من قادة هذا الحزب منذ اندلاع حرب غزة ، متناسين أنّ المقاومة الإسلامية في حالة حرب مع دولة إسرائيل، وما يحصل هو شيء طبيعي في كلّ الحروب.
فمن يقرأ العلاقة بين الحزب وإيران يعلم أنّ طهران لا تستغني عن حزب الله وهو الطفل المدلّل لديها.
ألعلاقة بين إيران وحزب الله تُعدّ استراتيجية طويلة الأمد، حيث تقدّم إيران دعمًا سياسيًا، عسكريًا، وماليًا للحزب منذ تأسيسه في الثمانينيات.
حزب الله يمثّل ذراعًا إقليميًا هامًا لإيران في منطقة الشرق الأوسط، وخصوصًا في لبنان وسوريا، وهو جزء من استراتيجية إيران الإقليمية لمواجهة نفوذ الدول الأخرى في المنطقة.
نعم، التغيّرات الإقليمية والدولية قد تؤثّر على طبيعة العلاقات بين إيران وحزب الله، خاصة في ظلّ التحديات الاقتصادية والعقوبات الدولية المفروضة على إيران. لكن حتى اللحظة، لا توجد دلائل تشير إلى تخلي إيران عن حزب الله، لأنّ الحزب يلعب دورًا محوريًا في استراتيجياتها الإقليمية.
إيران ترى في حزب الله قوة مقاومة ونفوذاً لها في المنطقة ، وهو ما يجعل العلاقة بينهما أكثر من مجرد تحالف مؤقت.
أي تغيير في هذه العلاقة سيعتمد على التحولات الكبيرة في موازين القوى الإقليمية والدولية، وهو أمر قد يستغرق وقتًا طويلًا للتحقق.
عند حصول ما يستدعي تدخّل دول في أوضاع دولٍ أخرى، والتدخّل عادة ما يكون من القوي في أحوال الضعيف..
فلا أستبعد المثل القائل: «عند تغيير الدول.. إحفظ رأسك».
