أنا لست بخير ما زلت أنت بخير..
لا يمكننا أن نحيا معا تحت سقف واحد أو في حي واحد أو في وطن واحد
رائحة الخيانة نتنة تنبع من نخاع العظم وتفوح من مياسم الخبث.
في عقر دارنا المنهار مكر مدرار ومسيار مسبار يتنقل في سمائنا ويحوم حول شرفاتنا
صوته يسمع كل الجيران في الحي .. نسمع كل مهاتراته.. وترهاته
يعزف على ذبذبات أعصابنا المسلولة بانتظار انفجار ..
أنا لست بخير ما زلت أنت بخير..
انتفاخ وورم وصدمة يعقبها شلل…. أوجاع تعقبها أوجاع
تخوننا الذكريات والحواس والوقت والذاكرة وتخوننا الأحرف .. نعيد ترتيبها وتركيبها واستعراضها.
نبحث عن بداية للنهاية كمن يبحث عن حقيقة الكذب والنفاق.
لا يمكننا أن نحيا معا تحت سقف واحد أو في حي واحد أو في وطن واحد
فأولنا غير آخرنا وأسفلنا غير أعلانا وأقربنا غير أبعدنا..
كل لديه أبعاده .. ومقاساته.. وقياساته..
طعم الخيانة موجع .. كمن يبتلع شوكا يمزقه إربا،يعتصرنا ألم كمن يتقيؤ قيحا صديدا يملؤ شرايينه.
سهلُ الخيانة يحرسه فزّاعة الموت فلا هي تتحرك ولا غرابيبها تجرؤ على الاقتراب.
أنا لست بخير ما زال الخائن بخير..
أميرة سكر
